منظمة الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية: أهمية التبرع بالدم بشكل منتظم

التبرع بالدم هو من الأعمال الإنسانية النبيلة التي يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الآخرين. وفقًا لما أوضحته دكتورة يويون ماريونينغسي، الخبيرة في منظمة الصحة العالمية، فإن التبرع بالدم لا يستغرق سوى عشر دقائق، ولكنه يمكن أن ينقذ ثلاثة أرواح. هذا العمل البسيط يمكن أن يكون له تأثير عميق في حياة المرضى الذين يحتاجون إلى الدم لمواجهة حالات طارئة أو لعلاج أمراض مزمنة.

أهمية التبرع بالدم

عندما يتبرع الشخص بالدم، يتم فصل الدم إلى ثلاثة مكونات رئيسية: خلايا الدم الحمراء، الصفائح الدموية، والبلازما. لكل من هذه المكونات دور حيوي في إنقاذ حياة المرضى. على سبيل المثال:
– **خلايا الدم الحمراء** تُستخدم لعلاج مرضى فقر الدم.
– **الصفائح الدموية** تُعطى للمرضى الذين يعانون من نزيف.
– **البلازما** تُستخدم لعلاج مرضى العدوى.

الحاجة للتبرع المنتظم

أشارت دكتورة ماريونينغسي إلى أن مكونات الدم لها عمر محدود. فالصفائح الدموية تدوم خمسة أيام فقط، وخلايا الدم الحمراء تدوم ستة أسابيع، بينما البلازما إذا تم تجميدها يمكن أن تستمر لمدة عام واحد. لهذا السبب، التبرع المنتظم بالدم يعتبر أمرًا حيويًا للحفاظ على مخزون كافٍ في بنوك الدم، خاصةً في حالات الطوارئ أو تفشي الأمراض.

دور التبرع في علاج الأمراض

التبرع بالدم لا يقتصر فقط على تلبية احتياجات الطوارئ، بل يلعب دورًا أساسيًا في علاج العديد من الحالات الطبية. فهو عنصر حيوي لعلاج مرضى السرطان، والمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية كبرى، والأمهات اللاتي يعانين من مضاعفات أثناء الولادة، بالإضافة إلى مرضى فقر الدم الحاد.

التبرعات الطوعية وغير المدفوعة

أوضحت دكتورة ماريونينغسي أن التبرعات الطوعية غير المدفوعة تعتبر أكثر أمانًا مقارنة بالتبرعات المدفوعة. فالمتبرعون الطوعيون غالبًا ما يكونون أكثر صدقًا بشأن حالتهم الصحية، مما يقلل من خطر نقل الأمراض المعدية. كما أن أنظمة التبرع الطوعي بالدم تُعد أكثر استدامة وموثوقية على المدى الطويل.

سلامة أنظمة التبرع بالدم

لضمان سلامة الدم المتبرع به، شددت دكتورة ماريونينغسي على أهمية وجود نظام دم وطني قوي. يجب فحص كل وحدة دم للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية. بالإضافة إلى ذلك، يجب معالجة وتخزين وتوزيع الدم وفقًا للمعايير الدولية.

من يمكنه التبرع بالدم؟

يمكن لمعظم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا التبرع بالدم، بشرط أن يتمتعوا بصحة جيدة وأن يكون وزنهم لا يقل عن 50 كيلوغرامًا. قبل التبرع، يخضع المتبرع لفحص صحي سريع لضمان أهليته للتبرع.

عدد مرات التبرع

يمكن للأفراد التبرع بخلايا الدم الحمراء كل 8-12 أسبوعًا، بينما يمكنهم التبرع بالصفائح الدموية أو البلازما كل 2-4 أسابيع. هذا يعني أنه بإمكان المتبرعين المساهمة بانتظام في إنقاذ حياة الآخرين دون التأثير على صحتهم.

سهولة عملية التبرع

عملية التبرع بالدم سهلة وآمنة. سحب الدم يستغرق حوالي عشر دقائق فقط، بينما تستغرق العملية الكاملة، بما في ذلك وقت الراحة وتناول المرطبات، حوالي 35 إلى 40 دقيقة. هذا الوقت البسيط الذي يقدمه المتبرع يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المرضى.

الختام

التبرع بالدم هو عمل إنساني بسيط يمكن أن ينقذ أرواحًا لا تُحصى. إنه واجب مجتمعي يعزز التضامن ويساهم في بناء نظام صحي قوي ومستدام. فلنتذكر دائمًا أن بضع دقائق من وقتنا قد تعني حياة جديدة لشخص آخر.

شاهد أيضاً

3.4 مليون حالة مرضية سنوياً نتيجة استهلاك المشروبات السكرية

كشفت دراسة أميركية حديثة أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر يؤدي إلى 3.4 مليون حالة جديدة …

اترك تعليقاً